رسالة مفتوحة إلى السيد المندوب السامي للتخطيط
بعد مرور سنتين على الإحصاء العام للسكان والسكنى دون أن يصدر النسبة النهائية لعدد المغاربة الدين لايزالون ناطقين بالأمازيغية ولم يتعربوا بعد !
السيد المندوب السامي:
بعد التحية أزول فلاك :
كما هو معلوم، ففي يوم الأربعاء 2 شتنبر 2014 وعلى امتداد 20 يوما أطلقتم عملية إحصاء للسكان والسكنى بالمغرب بميزانية 864.7 مليون درهم. و54 ألف شخص ما بين مشرف ومراقب وعون إحصاء.
سبعة أشهر بعد ذلك (يوم الإثنين 16 مارس 2015) تم عرض النتائج الأولية لهذه العملية، وبعدها بسبعة أشهر أخرى، أي في شهر أكتوبر 2015 (بعد سنة من عملية الإحصاء)، تخرجون السيد المندوب السامي محمد الحليمي في لقاء صحفي بالرباط لتعلنو أن عدد الناطقين بالأمازيغية انخفض من % 73 الى نسبة 28% سنة 2004 ثم الى نسبة 26.7 % سنة 2014. وأضفتم أن هذه النتيجة ليست نهائية بل بنيت على عينة 2 % من مجموع سكان المغرب البالغ عددهم 34 مليون نسمة، أي بلغة الإحصاء أن المندوبية انتقت 965 676 مغربي ومغربية من أصل 33 848 242 (مليون34) وتم إحصاء عدد الناطفين بالأمازيغية من العينة واتضح لمندوبيتكم أنهم فقط 26.7
%؟،
مما حذا بنا في الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية بالمغرب FNAA إلى إصدار بيان اعتبرنا فيه أن هذا اليوم يعتبر يوم نكبة الشعب الأمازيغي، ووضحنا أن ما أعلنتم عنه لدليل قاطع أن سياسة التعريب التي تنهجها الدولة المغربية والتي تزكيها مجموعة معروفة من الأحزاب السياسية تهدد فعلا وجود الشعب الأمازيغي ككيان ثقافي ولغوي وحضاري بالمغرب الذي انخفض من نسبة 100% إلى نسبة 26.7 %.
وأن المخاطر التي تنبأت لها الحركة الأمازيغية كانت على صواب.
السيد المندوب
في نفس البيان التوضيحي لمنظمتنا نبهنا إلى الخلفية السياسية وراء اعتماد مبدأ العينة عوض احتساب الكل (34 مليون) فقط فيما يخص مؤشر عدد المغاربة الذين لايزالون ناطقين بالأمازيغية! وتساءلت الفيدرالية ما سبب عدم قدرة التقنيات الحديثة التي تتوفر عليها مندوبية التخطيط على إعطاء النسبة النهائية لهذا المؤشر حتى بعد 14 شهرا من الزمن؟ في حين كانت قادرة على احتساب مؤشرات أخرى أكتر تعقيدا مثل عدد الأطفال والذكور والانات والشيوخ والمنازل والدخل الفردي والجماعي وكل هده المؤشرات حسب المناطق والجهات
والحرف وغيرها بدقة كما يظهر ذلك موقع مندوبتيكم؟
وعليه انتظر المكتب الفدرالي للفيدرالية FNAA إلى حدود هذا الشهر بالضبط (نونبر 2016) الذي يقفل سنتين بعد عملية الإحصاء لتسجل ما يلي:
· أنكم لم تعلنو بعد ولو بعد سنتين من عملية الإحصاء النتائج النهائية لمؤشر عدد المغاربة الذين لايزالون ناطقين بالأمازيغية الذي أضفتموه في استمارات الإحصاء،
· لم ينشر هذا المؤشر حتى في الجريدة الرسمية التي نشرت نتائج الإحصاء في عددها 6354 ليوم 23 ابريل 2015،
· نتسائلكم عن جدوى إضافة هذا المؤشر ان لم تعطى نتائجه للشعب المغربي، وللمنتظم الدولي؟
· أن الموقع الرسمي لمندوبيتكم نشر هذا المؤشر ضمن اللائحة النهائية لنتائج الإحصاء دون تدقيق أو إخبار بشأن كونها نسبة نهائية أو مؤقتة من عينة 2% التي صرحتم بها للصحافة السنة الماضية. وفي الوقت الذي انتظرنا فيه الإعلان عن النسبة النهائية بعد احتساب الكل عوض العينة في لقاء صحفي كما سبق لكم. نفاجأ باكتفائكم بنشر نفس الأرقام في اللائحة النهائية وفقط بإضافة جملة مبهمة بين قوسين وهي “non exclusive” أي “غير حصري” (انظر الجدول من الموقع). التي لا ندري لا مدلولها وما تريد المندوبية أن يفهمه الشعب المغربي منها؟ مما يدل عن نية مبيته لزرع الغموض والابهام لسبب في نفس يعقوب. الجدول:
أنظر الرابط التالي :
http://rgphentableaux.hcp.ma/Default1/
(انظر “Indicateurs RGPH 2014” و “Langues locales utilisées“)
وعليه وبعد استحضارنا في الفيدرالية لكل هذه الحيثيات ومطالب بياننا ليوم 16 أكتوبر 2015 وللمنهجية المعتمدة في الإحصاء فإننا نعلن لكم ما يلي:
1. استغرابنا من ان كان هدا المؤشر نهائيا فكيف يمكن بقدرة قادر ان يبقى دون أدني تغيير ولو طفيف (26 %) لما قمتم بإحصاء عدد الناطقين بالأمازيغية من عينة 965 676 مغربي ومغربية من مجموع 33 848 242 مغربي ومغربية!
2. استغرابنا كيف تقدم المندوبية السامية للتخطيط على تبدير ميزانية 864.7 مليون درهم وقطاع التعليم والتشغيل أولى بها، لما كانت تؤمن أن إحصاء عينة 2% يعطي نفس نتائج الاحصاء العام!
3. استغرابنا إن كان هذا المؤشر مؤقتا (تمثيلية العينة) فما هي الرسالة السياسية وراء نشره مع المؤشرات النهائية الأخرى للإحصاء العام!
4. استغرابنا لعدم تدخل أي مؤسسة وطنية ولا حكومية أو حزبية أمام عجزكم إعطاء نسبة نهائية لمؤشر بسيط بالرغم من إضافة سؤاله إلى استمارة الإحصاء بدون طلب من أي مؤسسة حكومية ولا من المجتمع المدني!
5. استغرابنا لاستمراركم في اعتبار الامازيغية تلاث لغات وليست لغة واحدة (أنظر الجدول) رغم ما جاء في دستور المغرب ورغم اعتراض الحركة الامازيغية آنداك وإصداركم لرسالتكم التصحيحية المشهورة للمشرفين عن الإحصاء،
6. استغرابنا على عدم إقدام الدولة والحكومة المغربيتين على مراجعة البرامج التعليمية والثقافية والسياسية التي سطرتها في إطار سياسة التعريب القصري رغم إقدام المندوبية السامية للتخطيط بالاعتراف رسميا ضمن نتائج الإحصاء النهائية أن عدد المغاربة الناطقين باللغة العربية في المغرب هو 0 % (انظر الجدول أعلاه من موقع المندوبية: انعدام العربية ضمن لائحة اللغات المحلية المستعملة)،
7. استفسارنا عن السر وراء عدم قدرة المندوبية على التصريح للشعب المغربي بالرقم الحقيقي لعدد المغاربة الذين لايزالون ناطقين بالأمازيغية؟
8. تساؤلنا عن موقف الدستور من مؤسسة سامية أظهرت بما ليس فيه مجال للشك عن تكريسها لسياسة التمييز بين المواطنين والمواطنات المغاربة على أساس عرقي ولغوي؟
9. مطالبتنا لكم بنشر أسماء هؤلاء 8 مليون من المواطنين المغاربة الذين يتكلمون الامازيغية حسب مخرجات إحصائكم لكي يتسنى للمجتمع المدني والحركة الأمازيغية التأكد من صحة نسبة 26 %
10. نذكركم أن النسبة المعلن عنها من قبلكم خرجت فقط في المظاهرات الشعبية الاخيرة للتضامن مع شهيد الحكرة بالحسيمة، وأن 60 سنة من سياسة الاقصاء هذه وتزوير التاريخ والحقائق هي التي جعلت المغاربة يخرجون في جميع المظاهرات كيفما كان هدفها حاملين
أعلام أمازيغية كرسالة سياسية واضحة ضد التزوير.
11. ازدياد ترسيخ ايماننا بأن ما اعلنتم عنه إن كان صحيحا يعتبر اعترافا من قبل الدولة بتنامي مؤشرات تدمبر مقومات هويتنا الوطنية في افق القضاء عليها سنة 2030.
الرباط يوم 1 دجنبر 2016
عن المكتب الفيدرالي للفيدرالية الوطنية للجمعيات الامازيغية بالمغرب FNAA